الأحد 08 رمضان 1435
1 / 1
تحقيق - عبدالهادي بن مجنِّي:
يقول الله تعالى في سورة الروم: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ} (22) سورة الروم.
إن اللهجات التي تنطق بها قبائل العرضية وعسير في الماضي انقرضت ولم يبق منها إلا جزء يسير نحاول أن نتذكر البعض منها هنا، وهي لم تحظ بعناية الدارسين حيث انصرفوا إلى الدراسات الأدبية والتاريخية والاجتماعية ويبدو أن السبب لجفافها الذي يجهد العقل، وهذه اللهجات لها صلة بالتراث القديم لتلك النواحي.
وقد ورد لدى ابن جريس في كتابه (القول المكتوب في تاريخ الجنوب- الجزء السابع) قوله إنه لا يدعي بلوغ غايته في حصر تلك الكلمات حيث حاول رصد الألفاظ التي وردت في كتاب محمد رفيع الموسوم بـ ((في ربوع عسير))، وقد أثنى ابن جريس في مقدمته على محمد رفيع في ضبطه لتلك الألفاظ.
وقد رصدت بعضها فيما يتوافق مع اللهجة القديمة لأهل العرضية ووجدت هذه الألفاظ قد انقرضت والتي كانت دارجة عندهم وهي على النحو التالي:
1- أمْقْعَايد: القعايد. كراس من الشريط في العرضية ورجال ألمع.
2- إنحن: نحن، ويقول محمد بن أحمد بن معبّر انهم يقولون إنحِم.
3- بدايه: وهي النافذة في العرضية والنماص.
4- بَدّيْت: قدّمت. وتأتي أيضاً بَدَيْت بمعنى قَدِمْت.
5- الجَنْبيّة: ويحلّون أهل العرضية وعسير أوساطهم بالجنابي، والجنابي ثلاثة أنواع: نوع يخرج طرفه عن محيط الوسط وينتهي بيت الشفرة منه بكتلة من سيور رفيعة من الجلد ويسمونه (معيرة) ونوع لا يخرج عن محيط الوسط في الغالب، غلافه محلى بالفضة بخلاف المعيرة فإن غلافها مكسي بالجلد دائماً ويسمونه شاميه، ونوع قصير الشفرة معكوف، طرف غلافها إلى الأعلى محلى بالفضة يسمونه قديمي كما يسميه عرب الحجاز كذلك.
6- الجَهَلة: أهل العرضية وأهل درب بني شعبة (الدرب) يطلقون على الأولاد (الجهلة).
7- جَهَمْتُ: ذهبت، على حد تعبير أهل العرضية ورجال ألمع، والجُهمة، بالضم والفتح أول مآخير الليل.
8- حِجل: ويعتدن نساء العرضية ونساء رجال المع في الماضي لبسه في حليهن (التي لا تختلف عن حليّ سكان جبال الحجاز وكلها من الفضة والمعدن) ولبس الخلخال يسمونه (حجل)، وبعضهم مخرق الآناف لتحليتها بأزرار من الفضة يسمونه (الزمام) ورؤوسهن مدثرة بالخُمُرْ.
9- دَوَله أو دَوَلْ: لا خلاف ولا بأس بيننا.
10- الدِّيرة: البلدة أو الناحية أو المنطقة، ويقول ابن معبّر إنهم يقولون الوَطن.
11- الرَّبُوع: الأربعاء . وأهل مكة وسائر سكان الحجاز والعرضية وعسير ومن إليهم يقولون الربوع بدل الأربعاء والثلوث بدل الثلاثاء.
12- الزِّمَام: هو زرار من الفضة لتحلية الأنف.
13- ساق الغراب: يعرفون سلسلة الجبال التي يسكنونها بساق الغراب، ويطلق أهل العرضية وأهل اليمن اسم (ساق الغراب) على سلسلة جبال السروات من اليمن إلى الطائف، والناظر في المصور الجغرافي يرى تطابق الاسم مع شكل هذه السلسلة، كما قال ابن معبّر.
14- سِبْته: يقول ابن معبّر سبته بكسر السين وسكون الباء، ويحتزم النساء على القميص بحزام من الجلد في الغالب مزركش ومُحلى بخيوط ملونه من الجلد يسمونه سبته أو نسعه كما في بعض جهات عسير.
15- سُعَيِّل: ويقولون في العرضية ورجال المع (سُعيّل وسُعيّله) بمعنى صغير وصغيرة، بفتح السين وكسر العين عند بن معبّر.
16- سُكبْ: لعله البابونج كما عند أهل صبيا.
17- شركة: واللحم، في العرضية ورجال ألمع، يباع بالأقسام لا بالميزان ويسمونه (شِركةَ).
18- إمباو: عند أهل العرضية هي كلمة يؤكد بها المتكلم ما يقول.
وفي صحيفة الأهرام المصرية عدد (24184) وتاريخ 30-1-1953م تحت عنوان (في لغتنا العامية) بحث للأستاذ عبدالعزيز مطر، وردت فيه هذه اللهجات في اللغات الأكادية، والمعينية، والسبيئية، والسامية.
19- الطفشة: وعلى رؤوسهن جميعاً في الماضي- نساء العرضية ورجال ألمع- القبعات الخوص التي سبق ذكرها عند الكلام على من يرد منهن السوق ويسمونها طفشه، والطفشات على ثلاثة أنواع: نوع واطي واسع الدائرة صلبها، ونوع طويل واسع الدائرة مع تهدل ولين فيها، ونوع طويل ضيق الدائرة صلبها كأنه برانيط بعض رجال كوريا من إقليم الصين، وقد لاحظت أن الطفشات ذات القبعة الطويلة يتخذنها لابساتها مستودعاً لما لا تترك المرأة مصاحبته كالمشط والمرآة والمكحلة فهي كحقيبة اليد عند المرأة المتحضرة.
20- الطَّمرة: في العرضية ومحايل يسمون الوزرة من النوع الرخيص الثمن (الطمرة).
21- عريش: وبيوت بعض النواحي في تهامة خليط من العشاش والحجر، وتكثر فيها العشاش المستطيلة الهرمية السقوف ويسمونها عريش.
22- عفاك: عافيتك، يقول ابن معبّر تنطق بسكون العين وفتح الفاء.
23- غُرَازَة: في العرضية ورجال ألمع يضعون في وسط الرأس بل على أحد جوانبه لفة من نبات الريحان والبرك، يغرسونها بين الأكاليل والرأس يسمونها غرازة، وتسمى في بعض جهات عسير مُشْقَر.
24- فُوَال: يطلقون في العرضية والدرب على طعام الإفطار كلمة فوال.
25- الغترة أو العمامة: رجال العرضية ورجال أبها يغطون رؤوسهم بالغتر والعقل السوداء وذلك طارئ عليهم، اعتادوا منذُ استيلاء النجديين على هذه البلاد، أما فيما سبق فكانوا حاسري الرؤوس باللمم والجمم.
26- قوطه: الطماطم.
27- كتره: أو قتره وهي المنور والفتحة في السقف، وليست النافذة كما ورد لدى ابن جريس ومحمد رفيع.
28- مِسْفَع: غطاء الرأس للنساء.
29- العِدَاد: أو المعَامِل: أهل العرضية وأهل الدرب يطلقون على المزراع كلمة العداد أو المعامل ويسمونه الركيب، وهو الوحدة الزراعية لقطع الأرض المزدرع كالفدان، إلا أنه كما هو الجاري في الحجاز في الركيب أيضاً لا ضابط لمقاسه فقد يكون كبير أو صغير.
ولا أقول أنني حصرت ألفاظ ولهجات أهل العرضية فهي أكثر من ذلك ولكن هذا ما وجدته في كتب التراث وبعض المصادر التاريخية، فأردت أن أدعم مقالنا بالألفاظ التي وجدتها فقط.
bnmgni@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق