الجمعة، 30 ديسمبر 2011

قصيده حفيد حسن القوم

هذه قصيده للشاعر السعودي حفيد حسن القوم :
في صباح من صباحات الزمن جعل السعاده فالك
والكدر جعله يغادر خاطرك طلعه بلا رجوع
ادعي الله كل ماأصبح بأنه يحقق جميع أمالك
قالها اللي حاشم نفسه عن الذله وعن الخضوع
لويشين الوقت في وجهك تبسم والحياة تزهالك
نحمدالله لابنا خوف ولانشكي ضماء وجوع

الرد للشاعر السعودي أيضاً محمد العريفي:
مرحبا يا مرحبا وابشر بسيل البن في فنجالك
من دلالن بهرة بالهيل تشفي راسك الموجوع
مرحبا ياشيخ زهران العريضه والكرامه فالك
عند قلبن سارحبك داخله مطبوع
اطلب اطلب كلما تبغاه ابشر جالك
ارفع الصوت وتباها بان صوتك عندنا مسموع
والحقيقه قبل ما اجاوب انا باسالك
هو نفع ذاك العلاج لضرسك الموجوع

العرضية من خلال الوثائق التاريخية

مقال : عبدالهادي بن مجنّي في صحيفة الجزيرة السعودية.

حينما قمت بالبحث في الوثائق التي تبرز تاريخ العرضية(1) وأثناء التنقيب في المصادر التي أشارت إليها في التاريخ القديم والمعاصر، وجدت أن المؤرخين لم يوردوا شيئاً عن اسمها، وإنما اكتفوا بالإشارة إليها بوادييها الشهيرين (قنونا، أو يبه)، ونحا فريق من مؤرخي منطقة عسير والمخلاف السليماني عند الإشارة للعرضية بتسميتها بلاد غامد وزهران(2) نظراً لموقعها من عسير في بلاد غامد.

والعرضية - المنطقة المعروفة والغنية بالآثار الدالة على قدم الحضارة في هذا الجزء الغالي من بلادنا - لم تذكر بهذا الاسم من قبل، حتى عام 713هـ حينما ذكر عامر بن زياد العبدلي بأن أبو الغيث أحد حكام مكة المكرمة ثوى بأتباعه في العرضية فكانت تلك أول إشارة صريحة لها بهذا الاسم.

ومن هذه الإشارة التاريخية ومن غيرها تبين لي أن لكل منطقة تسميات عرفت بها على مر التاريخ، ومن أسماء العرضية الدارجة لدى بعض العامة (العرض، بلاد بلقرن التهامية، بلاد خثعم)، ومنهم من ينسبها لبعض الذين مروا بها أو سكنوا فيها قديماً وارتحلوا من بني هلال. أما سكانها الأصليون فهم من الأزد من شنوءة، وهنا أود أن أشير إلى أن بعض المصادر تفيد بأن تلك القبائل تفرعت بعد القرن السادس الهجري.

ومنذ زمن بعيد ظلت العرضية وقاعدتها ثريبان(2) جزءاً لا يتجزأ من مقاطعة عسير وتتبع إدارياً بيشة واستمرت كذلك حتى القرن الثالث عشر الهجري حينما تم ربطها بقضاء القنفذة أحد موانئ عسير، ونافذة السراة على تهامة، وقد قادنا لذلك الوثيقة التي تشير إلى أن ابن وهاس في ثريبان كان حاملاً لراية عسير في تلك العهود.

ومن المناسب هنا الإشارة إلى فضل جلالة الملك المؤسس -رحمه الله- عندما كتب إلى أمير أبها الأمير عبدالله بن عسكر بأن يرسل هيئة إلى القنفذة لاستلام البلاد ومخلفات الحكومة هناك وتعميد الشريف عبدالله بن حمزة بمغادرة القنفذة، فوقع الاختيار على كل من تركي بن محمد بن ماضي ومحمد بن عجاج، الأول وكيلاً للمالية والأخير أول أمير للقنفذة في العهد السعودي الزاهر، ومعهم مائة رجل من مرافقيهم، وهم أوائل الموظفين في القنفذة، ولديهم راية سعودية كان قد بعث بها جلالة الملك من الرياض، وقد نتج عن فتح هذه المدينة توفير الأمن بها إذ كانت عرضة للمدفعية الإيطالية تلك الفترة، وضمت لها العرضية وبقية المراكز الأخرى وكان ذلك في تاريخ 24 ربيع الأول من عام 1343هـ إلا أنها فيما بعد أصبحت تتبع لإمارة منطقة مكة المكرمة.

ولعلنا في هذا السياق نذكر أنه في عام 1385ه صدر التنظيم الإداري بتقسيمها إلى العرضتين، العرضية الجنوبية وقاعدتها ثريبان والعرضية الشمالية وقاعدتها نمره التي عرفت فيما سبق ب المبنى(3) ولا يفوتني بعد هذه الإطلالة السريعة أن أشير إلى أنه وفي الوقت الحاضر يتطلع أهالي العرضتين إلى ترقيتها إلى محافظة وخصوصاً بعد زيارة سمو أمير منطقة مكة المكرمة للعرضية الجنوبية ثريبان ووقوفه على أحوال المنطقة عن كثب.

وتشير الوثيقة- التي بين أيدينا- إلى أن جابر بن جاري العسبلي بتلك الفترة كان أميراً للعرضية بالمبنى، وتشير أيضاً إلى أهم الشخصيات والأعلام من خلال أسماء مشايخ قضاء القنفذة في منطقة عسير وتحديداً في مادة 9 منها حيث تصرح باسم ذلك العلم والمكان الذي ينتمي إليه، أما تحديد فترة الوثيقة فيعود تاريخها إلى عام 1289هـ تقريباً ونصها كما يلي:

(مادة 8 بيان أسامي قبايل قضاء القنفذة بني زيد أميرهم حسن بن خضر، زبيد أميرهم ابن مرزوق، دوقه المشايخ أميرهم شامان، بني عيسى أميرهم ابن عويضة والسليتي، حرب أميرهم محمد بن موسى بن المدرمح، اشراف لحسبه بن مبارك، اشراف العجالين أميرهم ياسين، بني يعلا وأهل يبه أميرهم بيطلي أبو هجه عطله، بلعير أميرهم علي بن مديني وعرايفهم شعوان وعمر ابن مشيبه ومحمد بن سليمان، وأبو عجره وابن فارس، حلي مخشوش إبراهيم بن شامي وأحمد صمي وابن الصغير وبن عجي. مادة 9.. العرضية المبنا أميرهم جابر ابن جاري العسبلي، بني بحير أميرهم علي بن سعد ودخيل. بني رزق أميرهم ابن وهاس وابن عمار محمد، ابن منتشر عساف ابن علي ابن جرير وابن درويش، آل سليمان وعماره وبلحارث ردعان بن عبدالله وحسن بن معيض).

وعلى كل حال فإني أكتفي في هذا المقال عن العرضيتين بالإشارة للتسمية وإلى كونها منطقة عسيرية وللمراحل التي مرت بها على مر العصور على مستوى رجالاتها. ولعلي في مقال قادم -إن شاء الله- أسلط الضوء على الآثار التي تمثل حضارة المنطقة منذ القدم وأهم الأحداث التي مرت بها وأبرز الشخصيات التي تعاقبت على الإمارة في ثريبان وبشيء من التوضيح.

الهوامش:

1 - العرضية: وردت الإشارة إليها في خطاب أمير القنفذة النعمي ورده على رسالة محمد بن علي الإدريسي وذلك عام 1339هـ.

2 - ثريبان: هي بلدة تقع شرق العرضية يعود تاريخها للعهد العثماني سكانها من بني رزق من بلقرن.

3 - المبنى: بلدة في العرضية تقع على الطريق العام سكانها من خثعم وشمران واسمها الحالي هو نمره.

المراجع:

1 - كتاب تاريخ المخلاف السليماني، محمد أحمد العقيلي.

2 - كتاب من مذكرات تركي بن محمد بن تركي الماضي عن العلاقات السعودية اليمنية، تركي الماضي.

3 - كتاب الوجيز في تاريخ خثعم وبلقرن وشمران، الرزقي.

4 - كتاب صفحات من تاريخ عسير، غثيثان بن جريس.

5 - كتاب تاريخ عسير .

بلدة النبيعة وتاريخها المشرق

مقال : عبدالهادي بن مجنّي في صحيفة الجزيرة السعودية.

أشارت إحدى الوثائق العثمانية إلى أن أمير النبيعة في سنة 1289هـ هو (ابن عمار محمد) وقصد كاتب هذا العهد محمد بن عبدالله بن عمّار الذي عاش بين عامي 1245 و1310هـ. والنبيعة بلدة قديمة تقع جنوب بلاد العرضيتين، وتحديداً جنوب شرق محافظة القنفذة، حيث تبعد عنها عبر الجبال شرقاً قرابة الثمانين كيلاً، جمعت التاريخ والتراث، تشكلت من مبانٍ حجرية لا زالت حتى يومنا هذا، وسوقها القديم (أحد النبيعة) كان يقام كل يوم أحد، وقد انتقل من موضعه إلى شمال قرية القضية على الطريق العام جدة - جازان، وتتكون قرى النبيعة من أزقة مُحاطة بجدران من الحجارة، وثمانية أودية، وبها أكثر من خمسين بئراً عذبة محفورة بالأيدي منذ مئات السنين، وبها أكثر من ثلاثين برجاً وحصون قديمة لا زالت إلى اليوم، اجتمعت كلها في قرى وبلدات النبيعة ومساحتها لاتتجاوز عشرين كيلو متراً مربعة، بها عدة قرى أثرية، تتربع على ضفة وادي جفن في إقليم تهامة، وتحتضن النبيعة قرابة خمسمائة بيت حجري، وعشرين مسجدا، وبضعة مصليات، وتضم النبيعة قريتين أثريتين هما قرية مخشوشة الأثرية التي يعود تاريخ نشأتها إلى خمسة قرون حيث وقفت بها يرافقني أحد المعمرين عند أقدم موضع هناك وهو ساحة المربعة ويلفها سبعة أحياء، وتشقها دروب ضيقة متعرجة، تنتهي إلى مزارع القمح والنواشي من نخيل وسدور، والسائر في معابر وممرات تلك القرية يشم رائحة التراث والتاريخ، أما القرية الأثرية الأخرى فهي قرية الحفنة، وأبراج النبيعة وحصونها تمتاز بارتفاعها فهي عالية كان يتحصن بها الناس قديماً. ولا زال يروي لي كبار السن الذين التقيت بهم قصص الحنين إلى ماضيهم، وتلك الأيام التي يتقاطر فيها الفلاحون عند بزوغ الفجر متجهون إلى مزارعهم حاملون معهم أدوات الحراثة.

وقد داهم النبيعة كغيرها من بلدات العرضيتين سنوات عجاف، يروي المعمرون فيها قصتهم مع شظف العيش وقسوة الظروف في ذلك الزمن حينما غدت خاوية كأن لم تغن بالأمس، هاجر معظم سكانها إلى المدن المجاورة. إلا أنها اليوم عادت نظرة، تدفقت الحياة في عروقها بعد مرور الطريق العام جدة - جازان وبعد الاهتمام الذي لاقته من بلدية ثريبان وعند وصول الخدمات والحياة المدنية إليها، وقد شرفت بلدة النبيعة منذ ثلاثة عقود بزيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود حينما أقام له الأهالي حفل استقبال في الجهة الشمالية من النبيعة بني رزق، ومن جانب آخر استنهض شباب النبيعة أهلها كي تعود مجددا إلى خارطة التراث، وتنادى الباعة في سوقها الأحد عند تأسيسها، وسوق الأحد كان المركز الاقتصادي للنبيعة وبمثابة «البورصة « التي يبتاع فيه أهل الحاضرة وسكان القرى ما يجلبه أهل البادية من بالحارث وعمارة من المواشي ومنتجاتها والمصنوعات الجلدية، ويبادلوهم مستلزمات السفر ومستلزمات البيت من الحبال والثياب والقهوة.

وصفه الرحالة البريطاني ويلفرد ثيسجر عندما مر به قديماً بقوله: (أما سوق أحد النبيعة فهو لبني رزق).

ارتفعت أصوات المآذن في مساجدها والتي يغلب عليها الطابع المعماري الواحد لأنها بنيت في الفترة الزمنية نفسها، وأصبحت نبيعة الأمس حاضرة اليوم بنفس معالمها التاريخية، ورائحة مزارع الدخن والبياض فيها.

يغلب على اسم النبيعة «بني رزق» لأن أغلب ساكنيها من عشيرة بني رزق، يقطنون أكثر من اثني عشر موضعاً هي جفن، والبراق، والدارين، والقضية، والقرا، والخيال، والحفنه، والمنقب، وآل حويل، والحمراء، وغليفه، والكديد، ومخشوشه، والجربش. كل هذه المواقع غنية بمزارعها وتلالها الجبلية الخضراء في أوقات الشتاء والربيع، فماؤها عذب، كما أنها ثرية بحبوب الدخن والبياض والقمح، حيث كانت في الماضي تمثل سلة الغذاء بالنسبة لبلاد العرضيتين، يحدها من الغرب سلسلة جبال النبيعة التي نسبت إليها. ومما يؤسف له أن بعض المعالم الأثرية بها قد تساقطت أسقفها وجدرانها من جراء هطول الأمطار وذلك لتقادم عهدها ولعدم اهتمام الجهات المعنية، وهذا ما حرك شبابها حيث لمست من البعض منهم تطلعات وآمال كي يقوموا بترميم تلك القرى القديمة فتصبح مقصدا تراثيا بالتعاون مع بلدية ثريبان وقد شاهدت في طفولتي بعض السياح الأوروبيون يقصدون قراها القديمة ويقومون بالتجوال في الممرات وتصويرها ما يدل على أن تلك الأفكار لو جُدَّ فيها لأصبحت النبيعة مزاراً للسياح.