الأحد، 1 يناير 2012

(شيخ بلدة النبيعة من أعيان بلقرن تهامة ابن عمّار)


مقال منشور عن احد أعلام تهامة شيخ بلدة النبيعة احمد بن محمد بن عمّار وهو احد رجالات الملك عبدالعزيز استطعنا ان نسلط الضوء في هذا المقال على جانب من حياته :

من أعيان تهامة الحجاز، كان يداً لحكومة المؤسس في توطيد الأمن في تهامة العرضية، كما تثبته الوثائق.

لن يغفل التاريخ رجالات بتهامة كان لهم إسهامات وأعمال تخلد ذكرهم، وإذا نال الإهمال وعدم المبالاة سيرتهم الذاتية، والبخل على المؤرخين بوثائق تخص حياتهم، فإن ما تبقى في صدور الرجال الأوفياء عن أولئك لا يكفي، ولكن سوف يحفظ بعض الشيء عن أولئك الأوفياء لدينهم ووطنهم وقادتهم، والذين أثبتوا وجودهم الصادق في ميادين من الصعب حصرها.

إن أعلام وأعيان تهامة الذين كان لهم أدوار ريادية خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجري هم حقيقون وجديرون بأن يفرد لهم (كُتب)، تبيّن لنا الكثير من الجوانب التي كانوا يتمتعون بها ووفاءهم لدينهم ووطنهم وقادتهم وأبناء جلدتهم، ومن أولئك الأعيان من تهامة العرضية الذين لا يتسع المجال هنا لحصر سيرهم أحمد بن محمد بن عمّار شيخ قبيلة بني رزق النبيعة. كانت ولادته تقريباً عام 1301ه، وكان يكنى ب(أبي محمد)، كما كان يناديه شعراء عصره أمثال الشاعر صالح بن خضران والشاعر عبدالله بن لبدان. تتجلى مناقبه وبعض صفاته في مدحهم له في حياته، ورثائهم له بعد وفاته. كان - رحمه الله - جواداً كريماً لم ير معاصروه أكرم منه، وكان - رحمه الله - شجاعاً في الحق، وليس أدل على ذلك من تشبيه الشاعر ابن خضران له بالخيّال والفارس في المعركة العارف بطرق الكر والفر. كان رجلاً محنكاً وأحد دهاة عصره وأحد القلائل في تلك الفترة من تاريخ العرضية.

تولى مشيخة القبيلة في سن مبكرة بعد وفاة والده الشيخ محمد بن عبدالله بن عمّار. واستمر الشيخ أحمد بن محمد شيخاً لقبائل النبيعة نحو أربعة عقود. وعاش أحمد بن محمد طيلة حياته في خدمة القبيلة، وفي كفاح دائم لمحاربة الجهل والظلم.

وإذا كان الوطن يحفل اليوم برجال أوفياء لوطنهم فإن الوطن لن ينسى أبناء مخلصين له في أوقات وظروف عصيبة كان السير فيها على الأقدام في وقدة الشمس المحرقة وعلى الشوك والرمضاء يرسمون أصدق عبارات ولوحات الولاء لدينهم ووطنهم وقادتهم؛ فكان ابن عمّار أحد الرجال الذين اعتمد عليهم الملك عبدالعزيز كثيراً في توطيد الأمن في منطقته، وليس أدل على ذلك من الوثائق والمخاطبات التاريخية التي تمت بينه وبين الملك عبدالعزيز آنذاك، والتي يحثه فيها - رحمه الله - على توطيد الأمن واستتبابه.

كان الشيخ أحمد بن محمد يتصف بنجدة الملهوف، وخير شاهد على ذلك وقوفه مع أبناء قبيلته في الحجاز عندما حلت بهم ضائقة في العيش لم يسلم منها أحد؛ مما اضطر أبناء القبيلة إلى الهجرة بمواشيهم إلى أماكن تجمّع الأمطار؛ حتى سمي ذلك الزمن (زمن أبو هجران). كان أحمد بن محمد يتمتع بالقدرة على توطيد الأمن واستتبابه؛ مما لفت انتباه الأمير فهد بن زعير؛ فكانت لهما عدة مخاطبات تتعلق بالأمن. وشارك - رحمه الله - كأحد القادة وعلى رأس قبائله في مشية عفف وصامطة وغيرهما.

أما وفاته فكانت على أثر حادث مروري تعرض له في مدينة جدة وهو قادم من مقابلة الملك عبدالعزيز في منطقة الرغامة. ولقد كان - رحمه الله - سمحاً وعفواً حتى في وفاته؛ فقبيل وفاته عفا عمن صدمه وصفح عنه. وقد دفن في مقبرة الأسد بمدينة جدة، وكان ذلك في ذي الحجة عام 1371هـ. رحم الله الشيخ أحمد بن محمد، وأسكنه فسيح جناته.

(مصدر هذه الوثائق بحثي الذي بعنوان: عبدالله بن محمد بن مجنّي.. نشأته ومناقبه).

http://archive.al-jazirah.com.sa/2007jaz/sep/16/wo4.htm

كان هذا المقال المنشور ولدينا اضافة بسيطة عن مشيخة هذه البلدة :

(آل عمار ومشيخة النبيعة بني رزق)

لقد تعاقبت المشيخه في اسرة آل عمار منذ زمن بعيد يصل لاكثر من مائتي عام حيث لم نستطع الوصول الى تاريخ محدد لعام تولي هذه الاسره زعامة قبيلة النبيعة ولكن استطعنا من خلال القليل من الوثائق والمقابلات مع بعض المعمرين الى ان نصل الى ان جدّ هذه الأسره هو عبدالله بن عمار الاول وقد عاش في بداية القرن الثالث عشر الهجري وليس بين ايدينا مسوغ صريح يدل على عام ولادته او وفاته، ولما توفى جاء خلفاً له ابنه محمد بن عبدالله بن عمار وقد ذكرت وثيقه قديمه من خلال بيان أسامي مشايخ قبائل قضاء القنفذه في العهد العثماني والذي ذكر منهم شيخ قبيلة بني رزق النبيعه في سنة 1289هـ هو ابن عمار محمد بن عبدالله، وحسب ما وصلنا اليه ان هذا الشيخ المذكور كان من المناوئين للحكم العثماني في منطقته حيث كان له عدة مناوشات مع الاتراك، وبعد وفاته جاء ابنه احمد بن محمد بن عمار وسار في بني رزق النبيعه سيرة حسنه حتى وفاته في سنة 1371هـ اثناء عودته الى دياره في حادث مروري في مدينة جده في آواخر عهد الملك عبدالعزيز، اجتمع نواب وعرايف النبيعه من فورهم ونصبوا عليهم ابنه الاكبر عبدالله بن احمد بن عمار وبعد وفاته خلفه اخاه محمد بن احمد ولكنه لم يلبث طويلاً فقد تنازل لابن اخيه علي بن عبدالله بن عمار ولا يزال حتى يومنا هذا.
كان قد زودنا في وقت سابق ابن عمار الشيخ الحالي لقبيلة النبيعة بجميع الوثائق التي في حوزة اسرته وهي عبارة عن مراسلات بين جده الشيخ احمد بن عمار المتوفي في عام 1371هـ وبين جلالة الملك عبدالعزيز وبعض الأمراء السعوديين حيث بعث احمد بن عمار بكتاب في الـ 3 من جمادى الثاني من عام 1349هـ الى الامام الراحل عبدالعزيز يطلعه على بعض التجاوزات في منطقته ويطلب من جلالته سرعة التدخل لتدارك الوضع الأمني آنذاك فما كان من المؤسس رحمه الله الا ان رد على الشيخ احمد بن عمار بالكتاب التالي:
الرقم 259
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل إلى جناب المكرم احمد بن محمد بن عمار سلمه الله تعالى بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم وصلنا كتابكم المؤرخ 3 ج2 1349هـ وما ذكرتم به كان لدينا معلوماً. ولا بد ان ننظر في أمركم كما يجب، ويكون ما فيه الخير انشاء الله وانتم عليكم ان تحرصون على الاستقامه وحسن السيره وعدم التعدي لا من قبل الحكومة و لا الرعية وترانا ما نقبل التعدي ولا نجيزه لا من خاص ولا من عام. يكون معلوماً 28 / 7 / 1349هـ.
يتبين لنا من قراءة هذا الخطاب ما يتمتع به الشيخ احمد بن عمار من رجاحة العقل وسداد الرأي حيث رأى ان يطلع ولي الأمر على اوضاع منطقته قبل ان يقدم على اي فعل ويستخدم القوه فرأى ان يحل هذا الأمر صلحاً، الامر الاخر يبدوا من خطاب الامام عبدالعزيز انه قد اتخذ التدابير اللازمة بمخاطبة ولاته على تلك النواحي بإنهاء الوضع الذي ورد في خطاب ابن عمار او مخاطبة الجهات المذكورة في خطاب ابن عمار بضبط النفس هي ايضاً وعدم التعدي والا لم يكن قال في خطابه للشيخ احمد ان كل ما ورد في كتابه كان على علم به وقد بدأ في الشروع في حل النزاع وإنهاء الخلاف.
ايضاً يتبين لنا ان احمد بن عمار المذكور على علاقة مع الامام عبدالعزيز منذ وصول راية التوحيد الى هذا الجزء من تهامه ذكر لنا احد معاصريه بانه قدم على الامام في الناصريه في وقت سابق لهذه الرساله ايضاً يخبرني احد الذين تقابلت معهم من المعمرين في منطقة بعيدة عن هذا الاقليم عندما سألته عن قدوم والده هو أيضاً لمبايعة الملك عبدالعزيز قال لي كان برفقة والدي الى الرياض شيخ النبيعه ويقال له احمد بن عمّار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق