الاثنين، 28 مايو 2012

مقالنا يوم امس الأحد السادس من شهر رجب عن محافظة العرضيات

-تحقيق عبدالهادي بن مجنّي-

(لمحات من تاريخ محافظة العرضيات)

إن أبناء الجيل الحاضر في بلاد العرضيات بحاجة إلى معرفة حقائق تاريخية عن بلادهم حيث لم تنل هذه المنطقة النصيب الوافر من الدراسة لسبب قلة المهتمين بهذا الجانب قديماً وحديثاً وكانت الرغبة لدي ملحة ووجدت في إعلان الدولة رعاها الله قبل أيام عن ترقية العرضيات من مركز إلى محافظة، وجدتها ضالة كنت أنشدها منذ زمن، وأدركت أننا بحاجة إلى توثيق صادق يعرفنا حقيقة تاريخ هذه المحافظة، وكان قد اتفق لي أن اجتمعت منذ أشهر بالدكتور غيثان بن جريس أستاذ التاريخ بجامعة الملك خالد في أبها وهو الذي وثق بعضاً من تاريخ العرضيات في كتابه عن القنفذة خلال خمسة قرون، وانعقدت بيننا صداقة وفاتحته برغبتي أن أجمع معلومات عن تاريخ العرضية الشمالية والعرضيات بوجه عام، لكون هذه المنطقة قد ظلمت تاريخياً، ولكثرة مشاغلي لم أجد إلى تلك الساعة الفرصة لجمع المعلومات ولسبب آخر هو عدم وجود مراجع أعتمد عليها، وما أورده قلة من المهتمين بالتاريخ لم يكن عن العرضيات وإنما كان في مجمله عن بلاد القنفذة، وإنني إذ أقول هذا لا أقصد أن أبخس من كتبوا عنها حقهم فيما قدموه إلينا من معلومات، بل إن ما وثقوه كان جيداً ولكن عذر كل مؤلف أنه إنسان والإنسان ناقص والكمال في كل شيء لا يأتي إلا مع الأيام عبر تجارب متكررة، وقد كتبت في هذا الجانب عدة مقالات لم أجد أنني وصلت فيها إلى ما أريد، وقد لاحظت في القرون الهجرية الأخيرة القريبة الماضية وجود إشارات إلى العرضية الشامية والعرضية اليمانية ولنتوقف قليلاً مع اسمها القديم، فقد كان العرب الحجازيين هم من كانوا يطلقون على الشمال شام والجنوب يمن فيوجد الركن اليماني للكعبة، وهدا الشام وهدا اليمن غير الهدا التي بالطائف اليوم ويوجد في جنوب الجزيرة مسميات كثيرة تغيرت إلى شمال وجنوب بدلاً من شام ويمن، ومنها بدر اليمن وخيبر اليمن وعمرو الشام وعمرو اليمن والكثير من أسماء الجبال والأماكن في تهامة وسراة الحجاز وعسير، ومنها أتى مسمى اليمن كمنتهى الجنوب في بلاد العرب كما الشام منتهى الشمال في ذلك العهد، وأخيراً أتى اسم العرضية اليمانية والعرضية الشامية والتي نحن بصدد الحديث عنها اليوم وما أود قوله إنني فيما توافر لدي من الوثائق التي ذكرت المعقص في أكثر من مناسبة في إشارة إلى العرضية الشامية بين عمال محمد علي باشا وولاته على الأقاليم وممن جاءوا بعدهم مثل عباس حلمي باشا خديوي مصر وولاة اليمن والرسائل بن قادة الجنود ولا أعلم سر اهتمامهم في رسائلهم تلك بالمواقع التي في العرضية الشمالية سوى أن هذه البلاد كانت تابعة لهم ومن تلك المواقع التي أشير إليها بني سهيم والمعقص ووادي الحفيا وقرية المبنا وقنونا ولعل ما يمكن الوقوف عنده في هذا المقام أن الناس في بلاد العرضية الشامية في ذلك الزمن كانوا يعانون من قلة التوثيق وهذا ما دفعنا إلى أن نستدل بإشارات المصريين وأهل اليمن، أما بالنسبة لما وصلنا إليه عنها في عهد الدولة السعودية فقد حاولت هذه المنطقة في أكثر من مناسبة أن تستقل بنفسها كمنطقة إدارية تتبع لولي الأمر مباشرة وليس مركزاً كما هي اليوم، وعند البحث لكتابة هذا المقال وجدت أنه في سنة 1353هـ طلب أبناء قبيلتي غامد وزهران من الملك عبدالعزيز رحمه الله إنشاء إمارة في بلادهم بدلاً عن تفرقهم وتبعية كل جزء من منطقتهم إلى الإمارة القريبة منه فمن يقطنون شرق بلاد غامد وزهران يتبعون إلى بيشة والأجزاء الشمالية تتبع للطائف وكذا القنفذة والليث، وتمت الموافقة وصدر الأمر الملكي الكريم رقم 165 وتاريخ 19-3-1353هـ بإنشاء إمارة في بلاد غامد وزهران ضمت العرضية الشامية (الشمالية لاحقاً) ويكون (المندق) مركزاً لتلك الإمارة وعين بموجب الأمر الملكي تركي بن محمد بن ماضي أول أمير لقاعدة هذه الإمارة ثم انتقلت بعد ذلك إلى (الظفير) فسميت إمارة الظفير وذهب بعض أهالي العرضية الشامية إلى الأمير مطالبين بالعودة كسابق عهدهم ليتبعون إمارة القنفذة فكان لهم ما طالبوا به وفي رأيي أنهم لم يرفضوا هذا التقسيم إلا لأن إمارة الظفير كانت إمارة صغيرة واليوم ولله الحمد وبعد طول انتظار تهيأ للعرضيات أن رقيت إلى محافظة وتحقق لها ما كانت تريد، ومن هنا أهنئ أهالي العرضيات الشمالية والجنوبية على هذه اللفتة الأبوية من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وولي عهده بترقية العرضيات إلى محافظة ويعود الفضل في ترقيتها إلى محافظة إلى مطالبات أبناء العرضيات المخلصين، ولا فرق لدينا أين تقع تلك المحافظة فهي جاءت لتخدم المنطقة وتخدم الجميع وفي رأيي أن نمرة بالعرضية الشمالية هو المكان الأنسب لوقوع بلدة نمرة على الطريق العام جدة جازان إضافة لكون مركز العرضية الشمالية شهد بفضل رئيس المركز الأستاذ عمران الزهراني وفريق العمل الذي معه شهد تقدماً ملحوظاً في عجلة التنمية والمشاريع التنموية ونهضة هذه البلدة في السنوات الأخيرة ولا يفوتني في هذه الإلالة أن أشكره فهو لم يألُ جهداً في الرقي بمركز العرضية الشمالية وتوفير الخدمات لمواطني المركز والسعي قدماً في تنمية هذا الجزء الغالي من بلادنا، وقد لمست منه عندما حدثني رؤى وتطلعات للرقي بمحافظة العرضيات مستقبلاً، وله مني وافر التقدير فهو من زف لي البشرى بترقية العرضيات إلى محافظة وجعل مركز المحافظة بلدة نمرة، وأن لاختيار العرضية الشمالية مركزاً للمحافظة على الرغم من أن العرضية الجنوبية هي الأقدم تاريخياً من حيث وضع الإمارة أسباب لعل أهمها تركيز أهالي الجنوبية على أن ثريبان هو المركز بدلاً عن المسمى الرسمي الصحيح مركز العرضية الجنوبية فالمسمى المعتمد لدى المسئولين في إمارة منطقة مكة المكرمة هو مركز العرضية الجنوبية، وأخيراً أضم صوتي لصوت الأستاذ محسن بن علي السهيمي الزميل في صحيفة المدينة ومناشدة ولاة الأمر حفظهم الله بجدولة محافظة العرضيات في ميزانية العام الحالي، كون نظام المناطق -في مادته الثالثة- يُعطي الأولوية للاعتبارات السكانية، والجغرافية، والأمنية.

السبت، 12 مايو 2012

العرضيتان صوتهما خالد .. لـ محسن علي السهيمي


“العُرْضِيَّتان”.. صوتُهما “خااالد”
يبقى لأهالي العرضيتين طلبٌ عند من يهمه الأمر بجدولة المحافظة في ميزانية العام الحالي



محسن علي السُّهيمي

قبل ثلاث سنوات كتبتُ في هذه الصحيفة (المدينة) مقالاً عنونتُه بـ(العُرضيَّتان..إرهاصات تنمية شاهدُها «خالد») عقِبَ زيارة سمو أمير منطقة مكة لمركزَي العُرضيَّتين بمحافظة القنفذة، وتدشينه لعدد من المشاريع التنموية، وحثِّه بعض الجهات المسؤولة على استكمال مشاريعها المتعثرة. كتبتُ ذاك المقال وأنا أَلمحُ وميضَ إرهاصاتِ تنميةٍ يلوح في أفق العرضيتين، بعد أن عانتا من نقصٍ حادٍّ في الخدمات، وتناسٍ من بعض الجهات التي أَسقطتهما من قاموسها الخدمي؛ كونهما تُصنَّفانِ (مَركزَين) يقعان في مكان (قَصيٍّ) من المنطقة. العُرضيتان ياسادة ذاتُ بعد تاريخي، وإرث حضاري، يكفي أن تعلموا أنَّ فيهما سوقَ حباشة التاريخي، وأنهما عُرِفتا بمسمى (العُرْضِيَّة) منذ سبعة قرون، وأنهما أخرجتا للوطن عددًا من الأعلام في المجالات كافة. العُرضيتان عبارة عن مركزين ضخمين -مساحةً وسكانًا- هما مركز العُرضية الشمالية (نمرة) ومركز العُرضية الجنوبية (ثريبان) ويقعان في أقصى الطرف الجنوبيِّ الشرقيِّ لمنطقة مكة، ويشكِّلان الانبعاجَ الظاهرَ بجلاء شرقيَّ محافظة القنفذة الفاصلَ بين منطقتَي عسير والباحة. وحينما نقارن تعداد سكان العرضيتين البالغ حسب الإحصاءات (الرسمية) الأخيرة (77613) بسكان بعض المحافظات -كما يظهر في موقع مصلحة الإحصاءات العامة- نجد أن العرضيتين تتقدمان على (62) محافظة من محافظات المملكة البالغ عددها (118) محافظة! وبناء على تلك المعطيات طالب أهالي العرضيتين -وغيرُهم- باستحداث محافظة للعرضيتين. وهنا أذكر مطالبات الأساتذة: علي خضران القرني في المدينة والندوة، ومحمد الحميِّد في الوطن، وحمَّاد السالمي في الجزيرة، وأحمد الشمراني وماجد المفضلي في عكاظ. وأذكر أن الأستاذ علي مكي نشر لي -قبل عشر سنوات- طلبًا في عموده بالوطن على مدار يومين تحت عنوان (من اليتيمتين إلى أمير مكة) وأعاده مختصرًا في شمس، كذلك نشر لي الأستاذ قينان الغامدي في عموده بالوطن قبل (ثماني سنوات) طلبًا عنونَه بـ(العُرضيتان والانتماء الطبيعي إداريًّا). لا ننسى كذلك جهود بعض المشايخ والمواطنين المخلِصين ومراسلي الصحف في العرضيتين. ونثمِّن كثيرًا جهود سعادة محافظ القنفذة فضا بن بين البقمي ورئيس مركز العرضية الشمالية الأستاذ عمران بن حسن الزهراني الذي يمثل أنموذجًا رائعًا للقيادة والمسؤولية. ولأن الأمير خالد الفيصل ذو فكر ثاقب ورأي حصيف، فقد وقف على واقع العرضيتين وأحاط به من جميع جوانبه، تلا ذلك زيارة الأمير منصور بن محمد مستشار وزير الداخلية لشؤون المحافظات، لتتعاضدَ رؤيتاهما وترفعا إلى ولاة الأمر، فيأتي القرارُ الملكي الأخير بترقية العرضيتين إلى محافظة فئة (ب) تحت مسمى (محافظة العُرْضِيَّات) ويكون مقرها (العرضية الشمالية). ويبقى لأهالي العرضيتين طلبٌ عند من يهمه الأمر بجدولة المحافظة في ميزانية العام الحالي؛ كون نظام المناطق -في مادته الثالثة- يُعطي الأولوية للاعتبارات السكانية، والجغرافية، والأمنية..إلخ، وهو ما يتأكد (بقوة) في حق العرضيتين. هنيئًا للعرضيتين بالمحافظة، وشكرًا (من الأعماق) لولاة أمرنا الأوفياء، وشكرًا لصوت العرضيتين، باعثِ التنمية في أوصالهما، أميرِنا (الفيصلِ) ولكل من أيَّد ودعم القرارَ بجهده أو فكره أو قلمه.